الخميس، 15 يناير 2009

ليس عبادة وليس عادة بل هو موضة

الحجاب والنقاب أصبحا رمزا للرفض أو الاحتجاج أو الإعراب عن الانتماء لتيار معين او حتى مجرد المعارضة السياسية والاجتماعية. المعارضة لأي شيء تقوله الحكومة ولو قالت لا اله إلا الله.
ويتلوا علينا بعض الإخوة آيات كريمة وأحاديث شريفة معروفة يلوونها مع انه ليس فيها ذكر للشعر أو الحجاب أو النقاب، ويفسرونها كما يحلو لهم.
في رأيي إن النقاب ليس عبادة وليس عادة في هذا الزمن إنما هو موضة. نعم موضة!!
فجعل النقاب واجبا او مندوبا هو تزيد لا أساس له في صحيح الدين. وهو خلط بين الدين والسياسة. وبين الدين وحالات الاكتئاب او الرفض الناتج عن ظروف غير مقبولة. وللأسف فان النقاب هو الصورة المبالغ بها لغطاء الشعر الذي سمي بالخطأ حجابا، وأصبح ارتداءه موضة. ويذكرني هذا بالميني جوب التي لبسته أمهات وجدات هذه الايام على سبيل الموضة في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي ومنهن من بالغت إلى الميكرو جوب انسياقا مع الموضة، مع إنهن كن محافظات نسبيا ولكنهن كن يحاولن تأكيد قدرتهن على المعارضة. فانقاب في هذه الايام يوازي الميكرو جوب في تلك الايام. وهو مجرد تطرف.
وبطبيعة الحال مع اي موضة فقد أختفى الميكروجوب غير مأسوف عليه مثل كل الموضات ولكنه لم يترك آثارا خطيرة مثل مايمكن للنقاب من التسبب فيه. لقد أصبح النقاب وسيلة للتخفي ويجري استغلاله في ذلك لأغراض مشبوهة كل يوم. وهذا ضد الأمن والسلم الاجتماعي. وهناك امثلة كثيرة. ناهيك عن تكريس اهانة المرأة بتشبيهها بسلعة للبيع لمن يدفع ثمنها مثل اللحمة أو غيرها مما يودي بكل المكاسب التي تحققت في اعادة الاعتبار للمرأة نصف المجتمع. وهو ليس من الدين في شيء. بل تنطع غير محمود. ومثل ذلك عدم السلام باليد مع النساء وعدم الاختلاط في المناسبات وفي المساجد. كلها بدع وتزيد وتكاد تكون خروجا على الدين.

الأربعاء، 14 يناير 2009

الاسلام اسمى من ان يكون حزبا سياسيا

قال الإمام محمد عبده رحمه الله إن السياسة هي فن الكذب. وأقول أن أكثر السياسيون لا يتورعون عن إي شيء. والدين لا يتناسب بطبيعته مع السياسة بل نقيضها عموما و يراقبها ويحاول ضبطها.. وان الجماعات الإسلامية التي عملت في السياسة قد أوقعت نفسها في مواجهات خاطئة لحسابات سياسية خاطئة. وما زالت هذه الجماعات تكرر أخطائها السياسية في كل مكان وزمان. لأنهم ليسوا جماعات سياسية أصلا. انظر إلى أدائهم السياسي في مصر واليمن والعراق والسودان وغزة وسوريا. السبب هو أنهم قد تأسسوا على أساس الدعوة وتربية النشء وتوجيه المجتمع. وكان عليهم أن يتغلغلوا كمسلمين واعين في جميع التيارات السياسية ويعملوا من خلالها كأفراد. فالاختلاف السياسي هو الشيء الطبيعي. ولا يمكن أن يكونوا حزبا سياسيا فان هذا يجعلهم في مواجهة بقية المجتمع ونفي صفة الإسلام عن الأحزاب الأخرى. فالهدف أن يكون المجتمع إسلاميا وليس أن يكونوا جماعة ضد باقي المجتمع.
لقد حملوا الإسلام ما لا يحمل. بنوا نظرياتهم على السياسية على أساس وجود دولة إسلامية ونسوا أنها دولة مسلمين وليست دولة شريعة بمعنى أن الشريعة تركت للمسلمين أن ينظموا دولتهم كما تركت لهم أن يجتهدوا في شوؤنهم على هدى. وحدثونا عن الاقتصاد والعدل وهم لا
يملكون لا نظرية ولا تطبيق. وللأسف فأنهم مازالوا أسرى الماضي وما زالوا يرتكبون نفس الخطأ. أما الدهماء الذين يقفون على أهبة الاستعداد للحرق والتخريب فهم نتاج الجهل والكبت و الفقر واليأس.